الأحد، 2 سبتمبر 2012

الكوخ المحترق ..



هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض البحر فأغرقتها.. ونجا بعض الركاب.. منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة.
ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه وطلب من لله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم. مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب، ويشرب من جدول مياه قريب وينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد الليل و حر النهار.
وذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة. و لكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها. فأخذ يصرخ: لماذا يا رب؟ حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لى شئ فى هذه الدنيا و أنا غريب فى هذا المكان، والآن أيضاً يحترق الكوخ الذى أنام فيه.. لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ؟!!" ونام الرجل من الحزن و هو جوعان، و لكن فى الصباح كانت هناك مفاجأة فى انتظاره.. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه.
أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه
فأجابوه: لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ!!! 

فسبحان من علِم بحاله ورآ مكانه.. 
 سبحانه مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ولا نعلم..
إذا ساءت ظروفك فلا تخف .. فقط ثِق بأنَّ الله له حكمة في كل شيء يحدث لك وأحسن الظن به .. و عندما يحترق كوخك.. اعلم أن الله يسعى لانقاذك ..

من كتاب ابتسم للحياة
لعبد الكريم عبد العزيز

السبت، 18 أغسطس 2012

معًا علي طريق محمد والمسيح .. لخالد محمد خالد









هو كتاب من نوع خاص يتلخص محتوي الكتاب  في الحديث الشريف لرسول الله محمد صلي الله عليه وسلم :
" الأنبياء إخوة أمهاتهم شتي ودينهم واحد "
فالكاتب يوضح لنا في أكثر من موقف كيف ان كلا الرسوليين يحملان رسالة واحد في زمنيين مختلفين.
 وكيف تختلف الرسالة ان كانت من منبع واحد ؟! ولهدف واحد ؟! 
ثم يوضح لنا الرسالة السامية التي جاء من أجلها الرسولين الكريميين الا وهي انهاض الإنسان وتحرير عقله من الطواغي المفسدة للعقل إلا وهي كما حددها الكاتب من خلال دراسته :

1. التخويف .
2. الإذعان الذي يحظر علي الناس النقاش والمعارضة.
3.العنصرية .

كما جاءا ليعلما الناس أسلوب  الحياة  السليم الأسلوب الذي به وحده يعيش الإنسان في سعادة وطمئنينة وتفاعل إيجابي مع الحياة ليلخصها لنا الكاتب في ثلاث كلمات الحب والصدق والعمل بجد وإخلاص ..

هنا ينتهي تلخيصي الموجز لأفكار الكتاب الرئيسية 
 بعض الأقتباسات التي اعجبتني :



من أراد ان يبصر حب المسيح في الحياة فليبصره في الإنسان فقد كان الإنسان خير موضوعات الحياة عنده ..وأحب وأقرب أشكال الإنسان إلي قلبه : الطفل ..
إن " الإنسان الطفل " حبيب روحه ، وصفيّ نفسه .. لأنه خير مقال للحياة الطالعة .. الصاعدة .. البريئة .. الصادقة ..
°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.

نحمل داخل ذواتنا شيئًا، هو أثمن ممتلكاتنا .. شيئًا عظيمًا وقويمًا ينتظر منا ان نعرفه ونجيد معرفته ، ذلك الشيء هو أنفسنا.
  °·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.

 للأفكار قوة علي النفاذ والزحف أكثر مما للجيوش.
°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.
 
  أن مجرد الحياة لا  يعني الرجل العاقل .. وإنما تهمه فقط الحياة التي تلزم الصواب .
 (سقراط )

°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.

 لا تفصلن قلبك عن لسانك ، حتي تكون كل طرقك ناجحة ..
 ( إخناتون )



 وكل سنة وانتوا طيبيين بمناسبة عيد الفطر
عيد سعيد عليكم ان شاء الله ^^






الأحد، 12 أغسطس 2012

همسات من كتاب في الحب والحياة لـ د. مصطفي محمود







أنت لا تحس بالفالنة علي جسمك إلا في اللحظة التي تلبسها .. وفي اللحظة التي تخلعها .. اما في الساعات الطويلة بين اللحظتين .. وهي علي جسمك فأنت لا تحس بها ..إنها علي جسمك .. تلامس جلدك وتلتف حول صدرك وظهرك وذراعيك ولكنك لا تحس بها ولا تشعر بوجودها ..

والمرأة بالمثل تحس بها وانت تشرع في الزواج منها في فترة التعارف والخطوبة وكتب الكتاب وشهر العسل .. فإذا لبستها تمامًا كالفالنة وأحاطت بصدرك وظهرك وذراعيك فقدت الشعور بوجودها .. وأصبحت مثل قطعة أثاث في البيت تدخل كل يوم لتجدها في مكانها مثل المنظر الذي تطل عليه من نافذتك يثيرك للمرة الأولي ثم يصبح عاديًا تنساه تمامًا ..

°·.¸.•°°·. السر وراء هذا الشعور °·.¸.•°°·.

يرجع إلي " كيمياء الأعصاب " إن أعصابنا مصنوعة بطريقة خاصه تحس باللحظات الإنتقال ولا تحس بالاستمرار ...

حينما تفتح الشباك فجأة تسمع دوشة الشارع تملأ أذنيك .. ثم تخف الدوشة شيئًا فشيئًا حينما يستمر صخبها في أذنك ...

حينما تركب الأسانسير تشعر به في لحظة تحركه ... وفي لحظة توقفه .. اما في الدقيقة الطويلة بين اللحظتين فأنت لا تشعر به لأن حركته تكون مستمرة ..

... حينما تعيش متمتعًا بصحة مستمرة لا تحس بهذه الصحة .. ولا تتذكرها إلا حينما تمرض !!

°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.



مانحبه  في البيت والغرفة والفراش والمدفأة ، وما نخلده بالأشعار والاغاني وما نشتاق إليه في ليالي الغربة  .. ليس هو البيت ولا الغرفة ولا الفراش ولا المدفأة ، وإنما مشاعرنا  وذكرياتنا التي نسجت نفسها حول هذه الجمادات وبعثت فيها نبض الحياة وجعلت منها مخلوقات تحب وتفتقد.

°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.

 نحن حينما نفهم أنفسنا نصبح أقوي من كل ظروفنا لأننا نستطيع أن نشكل هذه الظروف ، ونتوافق معها ..

°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.


أنا لا أؤمن بأن الإنسان عبد للظروف  وأنه مسير ولا اختيار له إطلاقًا ... ظروف الفقر والجهل والمرض والتربية السيئة لا تحتم الفشل في نظري .. بل هي أحيانًا تؤدي إلي النبوغ والخير والعبقرية .. لأن العامل الحاسم دائمًا الظرف الداخلي .. الظرف النفسي  ..
وأخطر ظروف الجريمة ، هو المجرم نفسه .. وأخطر دوافع الجريمة هو المجرم نفسه .. هي اللحظة الحاسمة التي تصل فيها شخصيته لدرجة الغليان وتفور عناصرها لتفقده الصواب ..
هذه العمليلة الداخلية المستترة في نفوسنا .. النية .. والإحساس.. والإنفعال .. والتصور .. والتردد .. والعزم .. والاندفاع .. هـــي
 " مفتاح مصيرنا "

°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.

المشكلة هي الإنسان ... الإنسان هو الظرف الحاسم .. والعامل المهم في الحياة...

°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.


أنت حرف في كتاب رائع لا نهائي اسمه الدنيا ولن يستطيع الحرف أن يدرك الغاية من وجوده  إلا   إذا أدرك الدور الذي يقوم به في السطر الذي يشترك في حروفه .. وإلا إذا أدرك المعني الذي يدل عليه السطر في داخل المقال .. والمقال في داخل الكتاب .. 
لا بد أن يكون عمرك هو عمر الابد لتحضير رواية الحياة بكل فصولها وتعرف الحكاية..

°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.

لكي تعرف لماذا قامت الحرب .. وما دورها .. لابد أن يكون لديك علم كامل بما كان يجري قبل هذه الحرب .. وما جري أثناءها .. وما جري بعدها .. اما اذا كنت جنديًا بسيطًا في الكتيبة تتلقي أمرًا وتنفذه ثم تموت فلن تكون حياتك أكثر من لحظة في هذه الحرب .. ولن تستشرف من مكانك رؤية تعرف منها القصه كلها بخباياها وأسرارها.

°·.¸.•°°·.¸.•°°·.¸.•°°·.

 


الأحد، 5 أغسطس 2012

ضوء أسود ... لمصطفي سيف الدين



كتاب ضوء أسود كتاب تحوي في كل صفحة به فكرة واحساس رائع و هذا أقل ما تقدمه صفحات الكتاب لقارئها كتاب يحوي العديد من الإبداعات الأدبية ما بين قصص قصيرة وخواطر حتمًا ستجد إحدي أحاسيسك أو أفكارك موجوده في إحدي هذه الصفحات ومصاغه بطريقة بارعة ..

أمام هذا الكتاب أقف عاجزه عن تقديم ملخص له !! ربما لتنوع صفحاته ربما لتماسكه الأدبي الرائع الذي وان حاولت تلخيصه قد يهدر جماله أو يفقده معناه
 
لكن أحببت أن تشاركوني الجمال الذي قرأته 
فانتقيت لكم مجموعه من القصص الرائعة التي  قرأتها في الكتاب ولحسن الحظ كان الكاتب قد نشرها في مدونته:




°·.¸.•°°·.¸.•°  مجموعة من الأقتباسات التي أعجبتني °·.¸.•°°·.¸.•°

وما الحياة إلا هاجس يغزو خاطرك فيقودك إلي المسير يسميه البعض أملًا ويسميه البعض طموحًا ..  مهما تغيرت الأسماء فهو هاجس وهمي لو لم توقن أنك تستطيع حقيقه فلن يتحقق أبدًا

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° 

لا أعلم لماذا أشعر الآن أنني أري خطيبتي ( حسناء) هي حسناء حقًا كبحر صافي الامواج .. ذلك الجمال الذي يطغي العيون وتألفه الأرواح..

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° 

الحب هو ألا تشتاق لحبيبك فهو معك ... مسكنه  عيناك .. قلبك ينبض به .. روحه إليها هيامك..

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•°

الإيمان وحده قد يحيل اللامنطق إلي منطق 
الإيمان وحده هو الذي يصنع الحب

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•°

كانا روحًا واحدة في جسدين..

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° 

أصبح لفارس أملاك ولم يصبح نكرة .. أيح لصلاح الفارس قلب يقودة وعقل وظيفته فقط  أن ينير له الطريق..

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° 

هناك بعض البشر تسقط من الذاكرة ملامحهم ولا يتبقي منهم إلا مجرد إنطباع..

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° 

ولم أكن أظن أنك حين تعبرينني لا تمرين للطرف الآخر ..
فقد تختفين بداخلي..
ويختفي معك قلب أسير وروح حائرة وحلم وليد..
ولا تتركين لي إلا سؤالًا يمزقني : من منا كان الطيف ؟

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° 

مدت يدها بصمت وتلامست الأيادي لحظة .. فقالت مالم يقله اللسان أعوامًا ..

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•°

إنما يغزو الحسد القلوب الضعيفة

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•°

لم تعرف أن اتزان الأرض كان ناتجًا عن قلب عاشق كان أقوي من كل جبال الأرض ..

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•°

كلماتنا في الحب تقتل حبنا...  إن الحروف تموت حين تقال ...
(اقتباس لـ نزار القباني)

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° 

لقد تزوج ابنه رجل أعمال كصفقة تجارية ضمن تلك الصفقات التي تعج بها حياتنا دون أن ندري ..

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•°

صمت الراوي هنيهة ثم قال : أحبائي دومًا هناك جنود في الظلام وخلف الكواليس لولاهم ما كان هناك أبطال ...
أحبائي الأبطال ليسوا كاملين .. فهم رجال مثلكم لهم ما لهم وعليهم ما عليهم... لكن ما يكملهم هم من يقفون وراء الستار ولا يذكرهم التاريخ.

 °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•° °·.¸.•°°·.¸.•°

هخبص علي الكاتب واقولكم هو مخبي أحلي إبداعاته فين دوسوا هنا أدخلوا وعيشوا مش هتندموا :)

تمنياتي للكاتب بالنجاح والتوفيق 
ومزيد من التقدم والإبداع 
اتمني ان لا يتوقف نبض قلمك مادمت حيًا 



الجمعة، 3 أغسطس 2012

مسرحية الصفقة.... لتوفيق الحكيم





أبطال المسرحية 

سعداوي : هو أحد فلاحين القرية البسطاء و يعتبر إلي حد ما واعي .
محروس : هو بن سعداوي وهو شخصيه انفعاليه في معظم الأحيان .
عوضين :هو أحد فلاحين القرية وهو نسيب سعداوي ويوازية في الوعي البسيط
مبروكة :هي ابنه عوضين وهي خطيبة محروس بن سعداوي وهي فتاة ذكية وجميلة.
الحاج عبد الموجود : رجل لا يعرف من الإسلام الإ حروفه، انتهازي ، ولا يملك من الضمير إلا اسمه ، مسيور المال ويستعين به أهل القرية بعتبارة " بنك التسليف " ، الكل غافل عن الصفات الدنيئة للحاج عبد الموجود – إلا خميس- لا يعلمون عنها شيء وينظرون له علي انه " حاجج بيت الله ثلات مرات ".
شنودة : هو مسئول حسابات في الشركة – مالكه أرض الفلاحين – ودورة في المسرحية بمثابة الوسيط او السمسار بين الفلاحين والشركة.               
خميس : هو أمين مخزن الشركة ، وهو أحد أبناء القرية ، أصيل ، ولماح ، ويدافع عن الحق لكن لا تخلو طباعة من بعض الصفات السيئة فهو " خمرجي " إلا انه يحمل بين ضلوعه بعض الصفات الجميله.
تهامي : هو إنسان بلا مبادئ ، يطبق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة !! 
حامد بك : اقطاعي غني ، انتهازي وهو كتهامي بلا مبادئ ايضًا .

مسرحية الصفقة

تتحدث المسرحية عن الفلاح ومعانته من الإقطاع وعذابه في سبيل أرضه، فنعرف من خلال المسرحيه ان الأرض التي كان يعمل فيها الفلاحون بالسخرة للشركة المالكه أضحت للبيع وبفضل "شنودة" العامل بالشركة استطاع ان يقنع المدير للتفاوض مع الفلاحين لعمل صفقة لبيع الأرض .. وتمضي الأحداث لتروي لنا معانات الفلاحين البسطاء في سبيل الحصول علي أرض ملك تملكها القرية كلها ... فقد قدم كل الأهالي ما يملكون بمعني الكلمة ولم يتبقي لهم مليم واحد في منزلهم بل ان البعض منه مدان لإجل جمع مبلغ الصفقة ، تدور الأحداث وتاتي المشاكل الواحدة تلو الأخري فها هو "تهامي" لم يدفع نصيبه من الصفقة وبتالي  تصبح الصفقة " لاغيه " إذا لم يدفع ويضطر تهامي لسرقة جدته ليقوم بسداد المبلغ ثم تناقش جريمة السرقة وبعد ان تحل المشكلة بتدخل من " الحاج عبد الموجود" تأتي مشكلة أخري فقد علمت القرية بقدوم "حامد بيك" للقرية وظنوا بالخطأ انه قادم ليسلبهم أرضهم ويقدم عرض أفضل للشركة واجتمع أهل القرية لمحاولة التفكير في فكرة لتحافظ علي أرضهم التي هي كل أملهم في هذه الحياة وتوصلوا إلي ان يتم تقديم مبلغ مالي محترم له ورغم معاناة أهل القرية وعدم وجود المال بين يديهم الا انهم دبروا المال بالاستدانه من " الحاج عبد الموجود " الذي ما لبث ان استغل الفرصه لفرض فوائد عليهم وهم الفقراء وهو عالم بأمرهم إلا انه وكما قلت لا يعلم من الإسلام الا حروفه !! يتم تقديم المبلغ " لحامد بك " وهو في استعجاب من أمر الفلاحين الذين يقدمون مالًا بغير سبب ففي حقيقة الأمر لم يأتي حامد للمفاوضة علي الأرض وانما جاء لشؤون خاصه به بعيده عن الأرض كل البعد ، يعلم " حامد بك " بسبب إعطاء الفلاحين له المال وتظهر جشع الإنتهازي وهو يعلم جيدًا انهم بأمس الحاجه للأرض فيرفض ان يترك لهم الصفقه ويسعي ان يأخذها منهم ثم بتدخل من وكيله يصفو الحال وتطفو مشكلة أخري فقد اعجب " حامد بك "  بــ "مبروكه" خطيبة " محروس" وساومهم اما ان تذهب الفتاة معه البيت لرعاية ابنه وإما ان يذهب ويفاوض الشركة علي الأرض ، ويقع الفلاحين الفقراء في مشكله معقدة ..  فالمساومة هنا بين أمل حياتهم وعرضهم وكيف تسأل الفلاح عن عرضه وان يتنازل عنه ؟! ويدب اليأس في نفوس  الفلاحين اذ ان خسارة الأرض تلوح في الأفق إلا ان " مبروكة " تنقذ الموقف وتطلب من أبيها ان تذهب ولا داعي ان يقلق عليها فهي واعيه وتعرف كيف تصون نفسها وصدقت الفتاة الذكيه في كلمتها فقد استطاعت ان تخرج سالمة آمنه من بيت "حامد بيك" بعد يومين فقط ودون ان تدع للرجل مجالًا للخروج من بيته ، ادعت مرضها بداء الكوليرا فطردها صاحب البيت وعمت الحراسة بالبوليس حول منزله مانعه اي شخص من الدخول او الخروج حفاظًا علي سلامة أهل البيت ..
تنتهي المسرحية بنجاح الصفقة دون ان يدفع الفلاحين نقود "للحاج عبد الموجود" وذلك بفضل أصاله وذكاء "خميس" فيحصل الفلاحين علي الأرض و ينشدون نشيد تملأه السعادة والفرحة بأرضهم فيقولون :

    صلوا علي الزين             صلوا علي الزين
بقي لينا ملك             حلو وزين
صبرنا ونلنـا             يا أهل بلدنا
صار لصغرينا            مثل كبيرنا
فدان طين
صلوا علي الزين           صلوا علي الزين

نقـــدي
سلط الحكيم الضوء في مسرحية " الصفقة" علي معاناة الفلاح وقد أبرز بتفوق أهمية الأرض بالنسبة للفلاح حتي لو أفتداها بنفسه وماله في سبيل امتلاكها .

وقد استعرض لنا جزءًا من مشاكل الفلاح إلا وهي الإقطاع وما ينتج عنه من ظلم وقهر للفلاح البسيط ، وعرض لنا جزءًا من الحل وليس حلًا كاملًا - في نظري-  فقد جعل الحكيم الفلاحين يمتلكون الأرض بدهاء ومحاولات بسيطة و ذكيه  وتنم عن بساطة الفلاح و ولهة بالأرض وبذله كل غالي ونفيس في سبيلها، إلا ان الحكيم في نظري لم يتناول المشكلة ككل فلم تحل مشكلة الإقطاع للأبد بذكاء الفلاح !! وصحيح انها نجحت في الأدب ولكنها قد تصادف عواقب أكبر منها في الواقع المرير ففي رأيك ينبغ ان تتدخل الدولة في رسم العلاقة بين المالك للأرض والفلاح بها بحيث لا يستغل الأول الأخير ولا ينتهك آدميته ولا تعود  حياة الإستعباد بصورة أو بآخري ..وكما أن هناك قوانين تحكم العمال في المصانع وتحفظ حقوقهم لما لا تكون هناك حقوق لحفظ الفلاحين ومراقبين  لحفظ كرامة الفلاح ولما لا تساهم الدولة بمساعدة الفلاح نفسه !! ولما لا يتم استثمار الفلاح الكفء في خدمة الوطن فنساعد الفلاحين المنتجين بصورة عالية مفيدة للبلد بتقديم مميزات إيجابية لهم تساعدهم علي مزيد من التقدم والانتاج.

أن حل مشكلة كمشكلة الإقطاع لا يقتصر علي الفرد فهو حل علي مستوي جزء حل علي مستوي الفرد الواحد قد يصيب مع واحد منهم وقد يخطأ مع أخر لسبب أو لآخر ،فإذا أردنا حل مشكلة الاقطاع في دولة فلابد من ان ترسم الدولة سياسة واضح لكل أفرادها تعلن بالتطبيق العملي سعيها لتحقيق الكرامة لكل مواطنيها وحفاظ حقوق الفلاحين وأن يدرك الفلاح جيدًا حقوقه فلا يدع ذلك سبيلًا لإنتهاك حقه أو آدميته. 
فإن لم تأبه الدولة فهذا لا يعني انه أمر واجب ولا يد لنا فيه  فلدينا حلًا آخر إلا وهو ..
" قوة الجماعة " في فرض الصالح العام.

هنا ينتهي عرضي ونقدي 
ربما لا تعجب بنقدي وهنا أكون سعيدة لو أظهرت لي نقاط الضعف في رأيي وأطلعتني علي مالم أحط به علمًا 

شكرًا للقراءة