الجمعة، 27 يوليو 2012

°·.¸.•° حكــــايـــة وعبــرة (2)°·.¸.•°


      




 يحكي أن شجرة ضخمة نبتت منذ أربعمائة عام ، وتعرضت في حياتها الطويلة للصواعق أربع عشرة مرة ، وهزتها العواصف العاتية طوال أربعة قرون متوالية ، مع ذلك ظلت هذه الشجرة جاثمة في مكانها كأنها جبل عتيد ، ثم حدث أخيرًا أن زحفت جيوش من الهوام والحشرات علي هذه الشجرة الضخمة فما زالت بها  تنخرها وتقرضها حتي سوتها بسطح الأرض، وجعلتها أثرًا بعد عين . لقد انمحت ماردة الغابة التي لم تهزمها الصواعق ولم تنل منها الأنواء ، أختفت من الوجود بفعل هوام هي من الضآلة بحيث يستطيع الإنسان أن يسحق إحداها بين سبابته وإبهامه !

من كتاب جدد حياتك
لمحمد الغزالي   

   

•°°·.¸.•° ة العبــرة •°°·.¸.•°

لا تستصغر نفسك أبدًا فأنت صاحب تأثير متي قررت ذلك .
لا تدع التوافه (مستصغرات الهموم) تسيطر علي حياتك فنشغالك بالتوافه قد يدمر حياتك .

الخميس، 26 يوليو 2012

جدد حياتك ... لمحمد الغــزالي




ملحوظة :  الكتابه باللون الأزرق هو كلامي والكتابة باللون الأخضر هو أجزاء متقبسه من الكتاب

كتاب " جدد حياتك " هو كبسولة للإنسان ليسيرعلي الدرب السليم.
 كتاب رائع مزج فيه الغزالي بين كتاب " دع القلق وابدأ الحياة " للكاتب " ديل كارنيجي " وبين تعاليم الإسلام والمسيحيه التي هي منبع ما انتهي إليه " ديل كارينجي " والتي لو طبقها الانسان لأصبحت الدنيا عنده أصغر همه ان لم تكن قد زالت من قائمة همومه وأصبح همه الأوحد كيفيه إرضاء الله سبحانه وتعالي والتقرب له والسعي لآخرته.
يستعرض الغزالي أفكار كارنيجي في 24 عنوان حاولت أن اجد العامل المشترك بين الفصول و انتهي بي المطاف ان قسمت العناوين  إلي  فكرتين : " نفسك ، والآخرين" .
ويستعرض الغزالي في العناوين الأربعة وعشرين كيف يمكن للإنسان ان يبدأ بنفسه ليكون هو بدايه التغير مستشهدًا بالقرآن الكريم " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " ، وكيف ان سعادة الانسان وشقاءه بين يديه وتعتمد علي طريقة تفكيره في الأمور ونظرته لنفسه فيقول (ديل كارنيجي): (إن أفكارنا هي التي تصنعنا، واتجاهنا الذهني هو العامل الأول في تقرير مصايرنا) ، ويقول ماركس أورليوس( إن حياتنا من صنع أفكارنا) !
فإذا نحن ساورتنا أفكار سعيدة كنا سعداء، وإذا تملكتنا أفكار شقية غدونا أشقياء، وإذا خامرتنا أفكار مزعجة تحوّلنا خائفين جبناء، وإذا تغلبتْ علينا هواجس السقم والمرض فالأغلب أن نبيت مرضى سقماء، وهكذا.
ويذكر لنا الغزالي : أن النبي قد عاد أعرابياً مريضاً يتلوّى من شدة الحمّى، فقال له مواسياً ومشجعاً: (طهور)، فقال الأعرابي: بل هي حمّى تفور، على شيخ كبير، لتورده القبور. قال: (فهي إذن).
 يعني ذلك أن الأمر يخضع للإعتبار الشخصي، فإن شئت جعلتها تطهيرًا ورضيت ، وإن شئت جعلتها هلاكًا وسخطت.
ثم يوصينا الغزالي بالرضا ، الرضا بالقضاء والقدر والذي هو سر سعادة الإنسان والذي إذا استطاع الانسان ان يطبقه علي حياته صلحت حياته النفسيه والجسدية واضحي قادرًا علي مزيد من العطاء مهما كانت الظروف.
ويركز الغزالي علي ضرورة الرضا بالقضاء والقدر فيرشدنا أنها السبيل الأول لخلاصنا من مصائب الدنيا ثم يورد لنا الطريقة المثلي لمواجهة مشاكل الدنيا فيقول إذا واجهتك مشكلة فعليك اتباع الخطوات التالية : استخلص الحقائق ، حلل الحقائق ثم اتخذ قرارا حاسما واعمل بمقتضاه.
والخطوة الأولي تفرض علينا التأمل الهادئ فيما حولنا لتجميع الحقائق الواضحة وبالتالي القيام بسلوك بناءا علي ذلك . وجمع المعلومات ليس بالأمر السهل ، فمن صعوباته أن عليك فصل العاطفة عن التفكير واستخلاص الحقائق بصورة مجردة .
أما الخطوة الثانية لجمع المعلومات فهي استشعار السكينة التامة في تلقيها وضبط النفس أمام ما يظهر منها محيرا أو مروعا. وحياة عدد كبير من القادة والأبطال تحفل بالمآزق التي لم ينج منها إلا تقييد الرهبة وإطلاق العقل ، ففي صلح الحديبية التفت عوامل الاستفزاز بالنبي وأصحابه لكن كظم النبي – صلى الله عليه وسلم - ما يحس به من حزن وأمر أصحابه أن يطرحوا الريبة والهم وأن يقبلوا معاهدة تصون الدماء وتنشر الأمان رغم ما فيها من تعنت.
وقد يجد المرء نفسه أمام سلسلة من الفروض المقترحة للخروج من أزمة طارئة وقد يجد أن أحلاها مر , هنا تتكاثر حوله الأفكار القاتمة. أما المؤمن فيتذكر قوله تعالى : " قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ".
وأخيرا عليك أن تنفذ القرار الذي توصلت له ، وهو ليس أمرا هينا ، فكثير من الناس لديهم الفطنة لمعرفة بواطن الأمور ولكن ليس لديهم روح الإقدام لفعل ما يجب فعله ، ويقعون فريسة دائمة للحيرة والإرتباك ، ولذا إذا اتخذت قرارا فاسرع بالعمل مباشرة بعده ولا تتردد وتعاود النظر للوراء ، ولنذكر أن الله لا يحب الجبناء ويكفل المتوكلين عليه .
ثم ينتقل إلي الآداب والمعاملة الساميه التي بها يعامل المسلم الحق اخيه الإنسان ويسوق إلينا نماذج من الرجولات التي لا تهزها إساءة ، ولا تستفزها جهالة ...
يروي ان رجلًا سب الأحنف بن قيس – وهو يماشيه في الطريق – فلما قرب من المنزل وقف الاحنف وقال يا هذا ، إن  كان بقي معك شىء فقله ههنا، فإني أخاف إن سمعك فتيان الحيّ أن يؤذوك.
وقال رجل لأبي بكر : والله لأسبنك سبًا يدخل القبر معك !! قال : معك يدخل لا معي !
ومر المسيح بقوم من اليهود فقالوا له شرًا ، فقال لهم خيًرا ، فقيل له إنهم يقولون شرًا وتقول لهم خيرًا؟ فقال : كل واحد ينفق مما عنده.
ويحذرنا من الغضب  قائلًا  إن الغضب مس يسري في النفس كما تسري الكهرباء في البدن قد ينشيء رعدة شاملة واضطرابًا مذهلًا ، وقد يشتد التيار فيصعق صاحبه ويقضي عليه.
وفي القرآن الكريم يقول الله تعالي : "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" سوة النور آية (22).
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (ثلاث من كُنَّ فيه آواه الله في كنفه، وستر عليه برحمته، وأدخله في محبته: من إذا أُعطي شكر، وإذا قدر غفر، وإذا غضب فتر).
ويرى (ديل كارنيجي) أن التحلّم مع الأعداء رحمة تليق بالنفس قبل أن ينال الغير خيرها ويدركه بردُها وبرُّها ، وهو ينقل لنا فقرة من منشور وزعته إدارة الشرطة بإحدى مدن أمريكا، وهي فقرة تستحق التنويه: (إذا سوّلت لقوم أنفسهم أن يسيئوا إليك، فامحُ من نفسك ذكراهم، ولا تحاول الاقتصاص منهم، إنك إذ تبيّت نية الانتقام تؤذي نفسك أكثر مما تؤذيهم).
ويذكرنا الغزالي بان من عمل صالحًا بينه وبين نفسه او بينه وبين الناس فاليبتغي به رضا الله لا غير ، ولا تنتظر شكر الناس لعمل صالح قدمته فكيف تنتظر الشكر من أناس نسوا شكرا الله علي النعم التي أنعم بها عليهم ؟ يقول الله عز وجل " وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ".
ويوٌصينا ان نبدأ بأنفسنا فلنكن شكورين لله وللناس قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إنَّ أَشْكَرَ النَّاسِ لِلَّهِ تَعَالَى أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ " وقال " من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل ، والتحدث بنعمة الله عز وجل شكر وتركها كفر ، والجماعة رحمة ، والفرقة عذاب ".
ويوصينا الغزالي ان نكون أصحاب نفوس قوية ثابته واثقه من نفسها طالما هدفها رضا الله عز وجل ويعيب علي أؤلائك الذين يهتزون لكلام الناس  فيقول " أن أصحاب الحساسية الشديدة بما يقول الناس، الذين يطيرون فرحاً بمدحهم، ويختفون جزعاً من قدحهم، هم بحاجة إلى أن يتحرروا من هذا الوهم، وأن يسكبوا في أعصابهم مقادير ضخمة من البرود وعدم المبالاة، وألا يغترّوا بكلمة ثناء أو هجاء، لو عُرفت دوافعها ووُزنت حقيقتها ما ساوت شيئاً.
وهبْها تساوي شيئاً ما، فلماذا يرتفع امرؤ أو ينخفض تبعاً لهذه التعليقات العابرة من أفواه المتسلّين بشؤون الآخرين؟!"
ويختم كتابه بضرورة محاسبه النفس علي أخطائها إبتغاء إصلاحها قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا وزنوا أعمالكم قبل تُوزن عليكم) وقال: (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع هواه وتمنّى على الله).

هنا يأتي نهاية تلخيصي للكتاب ولكن لا ينتهي الكتاب عند تلك الكلمات فالكتاب رائع وما قدمته يعد بترًا لجماله وروعته فهو يحوي الكثير والكثير مما يدفع النفس للصلاح ويحثها علي المضي قدمًا في سبيل الله ..


كتاب جدد حياتك
    لمحمد الغزالي  

دار النشر نهضة مصر



الثلاثاء، 10 يوليو 2012

°·.¸.•°°·.¸.•° حكــــايـــة وعبــرة °·.¸.•°°·.¸.•°



 

يحكي أن رجلًا من هواة تسلق الجبال، قرر تحقيق حلمه في تسلق أعلي جبال العالم وأخطرها . وبعد سنين طويلة من التحضير وطمعًا في أكبر قدر من الشهرة والتميز ، قرر القيام بهذه المغامرة وحده.
وبدأت الرحلة كما خطط لها ومعه كل ما يلزمة لتحقيق حلمة .
مرت الساعات سريعة ودون أن يشعر ، فاجأه الليل بظلامة  وكان قد وصل تقريبًا إلي نصف الطرق حيث لا مجال للتراجع ، ربما يكون الرجوع اكثر صعوبة وخطورة من إكمال الرحلة وبالفعل لم يعد أمام الرجل سوي مواصلة طريقه الذي ما عاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القارس ولا يعلم ما يخبأه له هذا الطريق المظلم من المفاجآت.
وبعد ساعات أخري اكثر جهدا وقبل وصوله إلي القمة إذ بالرجل يفقد اتزانه  ويسقط من أعلي قمة الجبل بعد أن كان علي بعد لحظات من تحقيق حلم العمر او ربما أقل من لحظات! 
وكانت أهم أحداث حياته تمر بسرعة أمام عينة وهو يرتطم بكل صخرة من صخورة الجبل. وفي أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة ولحسن الحظ كان خطاف الحبل معلق بقوة من الطرف الآخر بإحدي صخور الجبل ، فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء، لا شيء تحت قدميه سوي فضاء لا حدود له ويديه المملوءة بالدم ، ممسكة بالحبل بكل ما تبقي له من عزم وإصرار.
وسط هذا الليل وقسوته، التقط الرجل أنفاسه كمن عادت له روح ، يمسك بالحبل باحثًا عن أي امل في النجاه
وفي يأس لا أمل فيه صرخ الرجل :
إلهي ، إلهي ، ساعدني !
فأجابه صوت شق سكون الليل وهدأته:
قل مسألتك .. والله مجيبك
فقال الرجل في توسل : أريد النجاة، فلينقذني الله مما أنا فيه .
فأجابه الصوت : لكنك تؤمن في قوتك ، أكثر من إيمانك بالله ، فلماذا والآن فقط - تريد العون منه ؟
فقال له الرجل : بل أؤمن به ، وليس سواه قادر علي إنقاذي ساعدني يا إلهي..
فأجابه الصوت في حسم : " إذا ، أقطع الحبل الذي أنت ممسك به !! "
وبعد لحظة من التردد لم تطل ، تعلق الرجل بحبله أكثر فأكثر.
وفي اليوم التالي ، عثر فريق الإنقاذ علي جثة رجل علي ارتفاع مترين من سطح الأرض ، ممسك بيده حبل وقد جمده البرد تمامًا  وعلي بعد " مترين فقط من سطح الأرض !! "

•°°·.¸.•° ة العبــرة •°°·.¸.•°

الحبل في هذه القصه هي الأسباب والتي برغم من أهميتها وحاجتنا إليها، إلا أنها وحدها إذا لم يكن معها إيمان وتقي ويقين حار ، ليست قادرة علي نجدتنا ، بل ربما أغتررنا فيها فأردتنا المهالك ..

كريم الشاذلي     
أفكار صغيرة لحياة كبيرة

الخميس، 5 يوليو 2012

سحر الشخصية ينابيع قوة النفس .... لـأحمد عبد الصادق 2




 منابع الطاقة الكبري:


إن علماء النفس أجمعوا إجماعًا شاملًا علي أن منابع الطاقة التي تنفجر منها العبقريات في كل منحي من مناحي العمل والإنتاج، ستة ، هي :-
(سيتم التركيز علي شرح خمس فقط)

  1. الإعتزال المؤقت. 
  2. التأمل. 
  3. التفكير الموضوعي. 
  4. الإستغراق الفكري. 
  5. الإيحاء الذاتي.
  6. تحويل قوي النفس.
الإعتزال:

يرد بالإعتزال أن ينسحب المرء من المجتمع علي ان يستهدف من انسحابه هذا الرجوع إلي نفسه، وسحبها من التأثيرات والأفكار التي تتقلب فيها دومًا ، وتخضع لأجوائها وتدور في إطارها.
ويمكن أن تخصص ساعة للإعتكاف في كل يوم مثلًا، أو مرة في الإسبوع ، أو أكثر، تضيها في روضة أو غاية أو ضفة نهرن وهناك تسلط أشعة فكرك علي شئون حياتك وأشجان نفسك.
المهم في الإعتكاف ، كيفما كان وكيفما اتيح لك القيام به، ان تمارس خلاله الرياضات البدنية والنفسية مراسا دقيقًا، وأن تسجل ملاحظاتك علي نفسك وسلوكك وسرتك، كما تتذكر أثناءه مواقف الأخرين منك وتحللها وتردها إلي أصولها، بكل إنصاف ونزاهة.


التأمل:

أن تراقب ما يفد علي ذهنك، مراقبة تنحصر في عقد مقارنة لكل فكرة جديدة بالمبادئ الكبري الأساسية التي كنت تبنيها من قبل، لتشجب كل مالا يتفق معها شجبًا جازمًا واضحًا.
والتأكل من شأنه أن يأتي بطاقات جديدة علي وجه إيجابي، لأنه يقضي علي مظاهر التردد ويحول النفس إلي المضي في العزم، بعد أن يلم ما تناثر من أحاسيس في العقل الباطن، ويجمعها حزمة واحدة ، تنشط معها الخمة وتقرر.


التفكي الموضوعي:


التفكير الموضوعي هو الدواء الفعال لكل حالة من حالات التردد.
يفترض سلفًا أن تكون مدربين علي امتلاك انفسنا، ولكنه هو نفسه مما يعين علي هذا الامتلاك، فلا أقل من أن تتصور نتائج كل فعل، وكل قول وكل عمل تقوم به ليصبح تفكيرك مع الزمن موضوعيًا أكثر منه قبل ذلك ، وهو يرتفع درجة في هذا السبيل كلما بذلت انتباهك نحوه، وفطنت إليه.


الاستغراق الفكري:

جرب في مجري حياتك العادية ألا تترك للإضطراب سبيلًا إلي سريرتك، واحتفظ دومًا باستقرارك الذهني، احتفظ بالصمت ولا توزع انتباهك لدي أي خبر، وإذا استنزلك امرؤ ليعرف رأيك في موقف ، أو لينال استحسانك أو ليثيرك إلي مالم تفكر به، او ليستفزك، أو ليجتذبك بفكاهة أو تملق، لا تعطه أي صدي سوي الهدوء والبرودة والتماسك.
لا تكن قليل الصبر، ولا ضيق الصدر، وضع في ذهنك هذه الكلمة الشهيرة التي يعرفها العرب من قديم الزمن : مل حال يزول.
اتخذ دائما وضعًا جسميًا يريحك، عندما يتبدد انتباهك أرخ عضضلاتك أعغمض عينيك تنفس ملء رئتيك ، ثم تصور كتابة الرقم (1) حتي إذا حصلت علي صورة تامة دقيقة انتقل إلي الرقم (2) وتابع حتي تصل إلي رقم (99) ثم (100) إلي (999) ، وهكذا دواليك.
هذا التمرين يجهدك في بادئ الأمر، ولكنه يفضي إذا أديته بجد واستمرار إلي مرونة في الذهن، وقدرة علي الانتباه وشدة في الإرادة.


الإيحاء الذاتي:

أفضل طرق الإيحاء الذاتي أن يتصور المرء أنه حصل علي الصفة التي يريدها لنفسها، بعد أن يكون قد وضحها ووعاها في جميع قوالبها ومحص حقيقتها وجوهرها، وعرف قيمتها ، ثم يتصرف علي أنه مالكها واقيًا  فلا تلبث أن تصبح جزءًا من كيانة وشخصيته.



الأربعاء، 4 يوليو 2012

سحر الشخصية ينابيع قوة النفس .... لـأحمد عبد الصادق






هذا الكتاب أحد اكثر الكتب المحببه إلي فقد ساعدني كثيرًا علي تأمل نفسي ومراجعة أفكاري وسهام في وضعي علي الطريق الصحيح لأحكام السيطرة علي النفس والتي اسعي للوصول اليها واتمني لكم جميعًا ذلك .. ذلك ان السيطرة علي النفس  والثقة بها هي الخطوة الأولي في طريق النجاح

 كيف تحكم فكرك؟!

لابد لك، كي تتمكن من حكم أفكارك أن تقوم بسلسة تمارين رياضية ونفسية وصحية أولًا، ثم بدراسات ثقافية، وأخيرًا بتقسيم الطريقة نحو هذه الغاية إلي عدة مراحل ، هذا أهمها:-
أن تفهم مصادر الفكرة، أي فكرة وأصولها، فأفكارك التي تبعث في حياتك ترد إلي ينابيع أربع:
  • الوضع الصحي.
  • الحساسية الشخصية وما ينجم عنها ويرافقها عادة من  أخيله وذكريات.
  • الانطباعات والتأثيرات الخارجية.
  • العامل الكوني العام وما يفكره الناس في شأنك وينشروه عنك
أن تعتزل الناس والمجتمع في فترات معينة، وتوقف سير أفكارك وتتأمله وتوجهها من جديد.
 أن تسهر ععلي تفكيرك بمعني أن تظل يقظًا لما يتسرب إلي ذهنك من أفكار
 أن تعمل كل ما ينتهي إليه تفكيرك الصاي الهادئ المطمئن بعد الدرس والتقدير.


التعبير:

الذين يتحدثون من غير تفكير هم الذين لا أثر لهم في المجتمع ولا سحر في شخصيتهم ولا وزن لكلامهم. لذا إياك أن تنقل خبرًا مالم تفكر في الخبر نفسه، في طريقة نقله، وفي الفائدة من نقلة، وفي الأثر الذي يتركه الخبر في نفس من تنقله إليه.

 لا تنشد الاستحسان:

كل كلام يقال بغيه الاستحسان، يضعف تأثير قائلة في النفوس وكل تصرف يتصرفه المرء بغيه إثارة الإعجاب بشخصيته، لأنه يجعل صاحبه عبدًا من عبيد الناس.

ينبغي لك أن تهتم أكثر بالخير لنفسه، وبالحب لنفسه، وبالعدل لنفسه، والنزاهة لنفسها وأن تضرب صفحًا عن كل ما يرافق هذه المعاني من تأويلات سيئة، مغلوطة ، هذا هو الاستقلال الصحيح.

 انتبه دائمًا:

الحركات العفوية، والتصرفات اللاوعية، والعادات التي تأصلت ولم يبقي لفكرك فيها يد، هي التي تضعف شخصية كل إنسان، عليك أن تكون يقظًا دومًا منتبهًا لكل ما يخالجها من عواطف، ويراودك من أخيلة، ويصدر عنك من تصرفات وإشارات وحركات وكلمات واعمال.

وهذا الانتباه  المتصل القوي الشامل يجعلك ناقدًا لا علي نفسك ونفوس الناس فحسب، بل علي القوي الطبيعية وآلية الأحداث التي تسبح في محيطها، حتي ليمكنك في بعض الأحيان أن توجهها وتتحكم في سيرها.

 أين تبدأ السيطرة ؟

تبدأ السيطرة علي النفس عندما يتخذ الإنسان قرارًا بالامتناع عن عمل أو بالتزام حاله معينه في وقت لا يكون فيه ما يدعوه أو يغريه، غير احتكامه إلي عقله وفكره، ففي اللحظة التي يبدأ فيها سيرته وفق ما يفكر، لا وفق ما يوحي إليه، أو يفرض عليه، يحكم نفسه، وحكم النفس (أي إلزامها بانتهاج خطة معينة ) لا يمكن أن تتم عمليًا إلا عندما يستهدف الإنسان غاية شاملة عامة تتجه جهوده إليها.

لابد لمن يريد أن يسيطر علي نفسة من غاية يبرر بها وجوده

والواقع أن كل جهد يبذل لمراقبة النفس من أجل غرض خاص يأتي فورًا بنتيجتين الأولي: أنه يسهل تكرارة ، والثانية: انه يقوي الإرادة الواعية ويخضعها لقابيلة التأثير بالتفكير المنطقي.

والوسيلة إلي تحقيق ممكنات النفس في السيطرة علي النفس تقوم أكثر ما تقوم في بذل الجهد الواعي.

فإذا اولعت بحكم نفسك وسيادتها، كان ذلك وحدة شهادة كافية علي أن ك تحسنت أو أنك سائر في طريق التحسن وصفاء الذهن يكفي لتوجيهك نحو تحقيق ممكناتك المغمورة الدفينة.

إن سيطرتك التامة علي نفسك تساعدك حتمًا في توسيع ممكناتك، ثم ما التحسينات التي تريد إجراءها في داخل حياتك الذاتية، في فرديتك وايه كفاءة تريد أن تحصل؟
...ضع نصب عينك الأسئلة الآتية:
  •  إلي أي مدي تتحكم في غرائزك، من وجهة فسيولوجية بحتة ؟
  •  إلي أي مدي تسترسل مع التأثر، مع الطيش، مع الإفراط، مع الجمود ؟
  •  ما مدي سلطانك ، من الواجهة النفسية ، علي تأثراتك وانفعالاتك وحساسيتك بشكل عام ؟
  • أ أنت مسرور، أمن راضي عن نشاطك في حقل المباديء العامة، والمثل العليا الصحيحة؟
  •  إلي أي مدي تشعر أنك قادر علي الإنتباه الإرادي المتصل؟ علي النشاط الذهني؟ علي الملاحظة الدقيقة؟ علي تفسير ملاحظاتك وقراراتك؟.


ـــــــــــــــ
أن تحسين التفكير، كتحسين العمل والتصرف، كتحسين كل هذه التطلعات والمطامح، لا تتحقق ولا يبلغها المرء إلا بشيء واحد، ووسيلة وحيدة هي السيطرة علي النفس.
هناك من تمكنوا من تلك السيطرة، لأنهم واجهوا ومازالوا يواجهون غرضًا أسمي ، أو لأنهم أولعوا بالغرض الأسمي ولعًا عاليًا مترفعًا، ولكن هناك أيضًا من يشعرون بمرارة وألم بعدم كفاءتهم العقلية، وضآلة نشاطهم الذهني التي تحرمهم الجد والإجتهاد ومراس العمل الضخم في الدرس والتنقيب والملاحظة وما إلي ذلك مما يتطلب انتباها مستمرًا دقيقًا.

علي أن العقبات الكبري التي تعترض هؤلاء في أغلب الحالات، إنما تقوم وتتركز في الإضطرابات والمشاكل العاطفية التي يراد التغلب عليها وحلها، ومن إغراق في التأثير، إلي سرعة انفعال، إلي غضب يستولي توًا ودومًا، إلي خضوع لموحيات البنية الخاملة ... تعلم دومًا أن تقول : لا ، حين تجرك نعم التي قلتها عن خجل، أو تأثر، أو طمع بلذة، أو استرسال مع عاطفة، إلي مالا تحمد عقباه، سواء في حياتك أو في حياة الآخرين.

تعود أن تقول لنفسك لا عندما تهزك النفس إلي عمل لم تفكر فيه من قبل، ولم تدرسه من جميع جوانبه، وأن تقول لغيرك لا عندما يوحي إليك بمشروع أو فكرة أو عمل لم تتحقق منه، ولا كونت فيه رأيًا خاصًا، وبذلك وحده، تخلص من كل حلقة مفرغة من سلوكك، وبكلمة لا والوقوف عندها، لنفسك ولغيرك، تسطيع أن تفكك كل حلقة تقيد نفسك، وتجعلك عبدًا من عبيد الشهوات والأهواء.

ومراقبة الذات تتلخص في أن لا تضيع عن الهدف، أن تظل واعيًا بكل وضوح من حياتك الداخلية، من التأثيرات التي تتلقاها، ومن الأفعال التي تقوم بها.

.... ولاحظ أأنت تنفذ إرادتك الخاصة بك، أم هي إرادة غيرك تملي عليك خفية وأنت تنفذها، وإذ ذاك تكشف الدور الذي تؤدية الإيحاءات المتناقضة في حياتك، والجانب الذي يشغله اهتمامك باستحسان الآخرين، وفي سلوكك، والمصير الذي يقودك إليه عدم الإنتباه، إذ كنت لم تنتبه ، لأو كنت تنساق مع التيار. هذه التأملات الواعية تؤدي بك إلي تبديل طباعك..

لا تسمح لأحد، كائنا من كان، أن يجرك إلي التضحية بوقتك وطاقتك بحثًا عن رد محكم او جواب مفحم، أو القيام بمشاحنات لا طعم لها ولا جني منها، فإن اجترار الضغائن، وتوثبات البغض ،والتأملات الود الناجمة عن غريزة الانتقام، توازي جميعها إشاعة الفوضي في داخل النفس، وتقتل جيوية الفكر البناء، وكلاهما مما يقد عيني الخصم، فهو يرضيه أن تفعل بنفسك مالا يقوي غيرك علي فعله بها ، في داخلها.

ثم أننا نشع، أي نرسل من أنفسنا إشاعات، خلال الأبعاد، ذات نفوذ ذهني ، يجعل الأفكار العدوانية تنعكس علي أذهان من نعاديهم، فتوجد في أنفسهم أفكارًا عدوانية مضادة لنا، مشابهة لأفكارنا عنهم.

 حكم النفس والسيطرة عليها:

أن تطبيق سائر القواعد والأفكار التي تؤول إلي حكم النفس والسيطرة عليها، لا يتحقق إلا بعد زمن يطول أو يقصر، ويتمرس المرء أثناءه بصراع عنيف مع عاداته وعفوياته القديمة،إذ لابد من نضال بين هذه الأفكار الجديدة والعادات القديمة.عليه أول الأمر أن يهزم التثبيط الذاتي الذي يميل إلي الاستئثار بالذهن والاستحواذ عليه كلما حاول أن يسير في منهجه الجديد، أي لا بد له من محاربة المثل الشائع  " الطبع أملك أو الطبع يغلب التطبع "، فالنقطة الأساسية الا يتأثر ، وألا يمتنع عن المحاولة، موحيا لنفسه دوما أن قادر علي امتلاك طبعة السابق والتغلب عليه.

ثم عليه ، وفي الدرجة الثانية، أن يقاوم الإيحاءات الخارجية، فإن الوسط الذي تعيش به، يحمل أفكارًا خاطئة، عتيقة بالية، عنك وعن الحياة عامة والمجتمع والناس، فواجبك أن تمتنع عن تلقف هذه الإيحاءات، وأن تنبه لما فيها من خطر انتباهًا كليًا يجعلك أقوي منها، لتسطيع أن تغير طباعك.

ولا مفر لك أخيرًا، وأنت تبغي السيطرة علي نفسك، من الامتناع عن كل ثرثرة، ومناقشة، وجدل ، وأن تحتفظ بسرية دراساتك ومحاولاتك فهذه السرية وحدها هلي السبيل الأفضل لبلوغ النتائج التي تنشدها بسرعة واتقان.

  الثبات:

كلما ارتفع الإنسان درجة في سلم السيطرة علي نفسه، زادت ثقته بها ، وكلما تأكدت له كفاءته، أو قدراته علي مراقبة حياته النفسية، ارتفع فوق الوسط وأخذ في التحليق صعودًا بيد أن هذه القدرة علي مراقبة النفس ، من تلقاء النفس، لا تحصل إلا بالجهد الواعي المدروس، فالأفعال التي تقوم بها لإمتلاك نفسك وأنت وحيد، متحرر من كل عبودية آمرة أو ناهية، بعيد عن الشهود ، تتكاتف كلها فيما بينها وتتألف معك لتزيد شعورك الداخلي العميق بثباتك، وثقتك بإستعداداتك المبدعة الخلاقة، بل إن تلك الأفعال نفسها تولد ضربًا من الثبات المطمئن الوعي، الذي تحس به أنك مرتاح، مغتبط، في أي ظرف ، وفي حضرة اي شخص.

... لابد من تمييز الثقة بالنفس، مصدر الصلابة، من الإدعاء فالأولي  - الثقة بالنفس – نتيجة جهد وتفكير ووعي وإرادة ونضال مرير الشهوات والإنفعالات والتأثيرات، أما الإدعاء فينجم عن خصب في الأخيلة التي يثيرها الولع بالنجاح ويخمدها أول ارتطام بالواقع، حتي إذا ارتطمت تركت النفس خائرة متخاذلة، والثقة تنبع من قناعة واقتناع عميقيين أو جدتهما الاختبارات والتأملات والتجارب، والإدعاء يستقي وجودة من أشياء زائفة خارجة عن الوقائع، فالمدعي يقرر ويمضي من غير أناه وروية، سواء في قراراته أو في مضيه بها.

أن من امتلك نفسه بعد مقاومات مستمرة وامتناعات ذاتية مدروسة أصبح واثقًا من حقيقة واحدة، تجر وراءها سائر حقائق سلوكه أو سيرته، وهي أنه يستطيع أن يرفع مستوي استعداداته، وأن يقدر من ذاته بذاته ممكناته ووسائله وأهدافه، بكل هدوء وبرودة من غير زيادة أو نقصان، ودورن تأثر بعطف ينفقه سدي علي نفسه، وبذلك يثبت ويثبت من مواقفه في حياته الخاصة وحياته العامة.

 استقامة المظهر:

إنما يستقيم المرء بمقدار ما يراقب نفسه ويسيطر علي اختلاجاتها ولواعجها وأشجانها، ويصرف همومها فيما يعود عليه بالنفع والهدوء  الخارجي ومن اتخذ موقفًا شديدًا، متصلبًا، بعيدًا عن كل تأثيرا أو انفعال، متيقظًا لكل طارئ ، نافيًا به كل استرسال أو إهمال، يفرض في النهاية نفسه علي غيرة، ويجتذب إليه القلوب، ويصبح في غبطة عميقة مما حقق وجاهد به نفسه.

...لا تسمح لأحد أن يكلمك بما صممت علي أن تتجنب الخوض فيه من احاديث، أو يستزلك عما قرر أن تصمد عنده، وتعلم أن ترفض بأدب، وان تعبر عن فكرك ببراعة حين يقضي الأمر أن تتكلم، وأن تدير الحديث بشكل موضوعي أمام من لا يشاطر الرأي في قضية أو حادث أو اتجاه او عمل.

الاستقلال:

حاول دومًا وأبدًا أن تسيطر علي مظهرك الخارجي كلي لا تفقد استقلالك النفسي، فأنت تمر يوميًا بسلسة مؤثرات خارجية من شأنها أن توحي إليك معاني لا تقرها في ذاتك، ولا ترضي عنها في قرارة ضميرك، بل يذهب بها الشأن غلي أبعد من الإيحاء، كأن تجرك إلي أعمال لا تمثل حقيقتكـ، وتدخل الفوضي إلي جهاز تفكيرك، ومنهجك العام.

 التكيف:

إن من يقف موقفًا هادئًا، رصينًا، ويجهد ألا يتعرض لنوبات المزاج حتي يتحول إلي قوة متماسكة في جميع الحالات والظروف، يمحق أو يحول أو يغير كل عناصر النزاعات والإختلاف، فإنصاف الجميع، وإعطاء كل ذي حق حقه، يوحي حتي إلي من كان فظ الطبع، استعداد طيبة وتقبلًا حسنًا لما يفرض عليه من آراء وأفكار حين تعرض عليه من آراء وأفكار حين تعرض بلباقة واناة وجزم.
فكر إذن واعمل وفق دراستك مع نفسك مستقلاً بما يخصك، ولا يخص غيرك واستعمل التسامح ، التام اتجاه الآخرين.

 العواطف:

إن عواطف الشخصية شىء، والواقع شيء آخر ، وإن واجباتك ونحن نفرض أنك سيطرت علي نفسك، تحتم عليك ألا تأبه لهذه العواطف إلا في حدود جد ضيقة.
هذا لا يعني أننا لا نريدك أن تكون متحجرًا ، أو أن تضرب عرض الحائط بكل عاطفة، بل علي العكس، فإن كل ما نرشدك إليه يستهدف أن تخضع عاطفتك للأمتحان، وتتملي قيمتها وآثارها في سلوكك، وفائدتها لمن تظهرها نحوه كي تتمكن من حكم نفسك في الحياة الخاصة، والسيطرة عليها ، وإفادة غيرك، وتحسين إنتاجك والعاطفة الواعية الموزونة تربح هي نفسها، في العمق والقوة، حين تخضع للفكر النير، بينما تطرفها يسئ إليك بنسبة ما يسئ إلي موضوع عاطفتك.

الحالات المعنوية:

أن الكآبة نفسها تشوه كل ما يحيط بالكئيب، وكل من يتصل به، حين تثبت وتتبلور، ففي هذه الحالة تصبح أقرب الأشياء أبعدها عن القلب، وأثقلها علي النفس، ولكن الذي يشوه في نظر الكئيب المتشائم هو الإنسان نفسة وبعبادة أوضح ، يصبح الفاشل قصير النظر، ضيق الأفق، ضعيف البصيرة في تفهمه للأشخاص، للناس، وتصطبغ الحياة بلون فشلة، فلايري بعد غير الأسي والخيبة والمرارة فيجمد ويتخاذل.

وأولي نتائج التخاذل ، أنه يوحي بالأفكار والتصرفات التي تجعل المتخاذل مصيبًا في رأيه ويمده بالبراهين والحجج الدامغة تؤيد مذاهبه في الفهم والسلوك.

... وهكذا ، تري المتشائم بنقب تنقيبًا ، عن طريقة يجعلك بها يائسًا منه، نافرًا حتي تتركه مهجورًا ، ويحملك في نفسه، عندئذ، تتبعه هجرانه والنفرة منه، كأن ثمة ، وفي قرارته، عفريت يسوقة حتمًا إلي هذا المصير المضطرب الحزين، ومتي عرف الناس أنه لا يمكن إرضاؤك أو إدخال السرور علي قلبك، بحال من الأحوال، فأعلم أنك تلقي بنفسك في الفراغ، فالناس لا يحبون أمرًا لا يملكون القدرة علي إرضائه، ولا يحبون امرأة لا تريد أن ترضي أحدًا علي الصعيد الآخر.

... تأمل أن الإنسان يمر، في حالة الثقة، بلحظات يستحيل معها عليه أن تستوقفه خطئية، أو تسترعي انتباهه زله أو عثرة، وجميع حوادث الحياة، خلال الثقة، تتجه نحو التفاؤل ، وتنبعث عنه، وتتدفق صور المستقبل ، وذكريات الماضي علي الذهن أثناءها موسومة بالثقة وتتحرك تحركًا حيًا ناشطًا بوحي منها فكل ما يخذل أو يوهن، أو يشل الهمة، يصح غريبًا عن الوجدان والوجدان يضرب صفحًا عنه ، أو يطرحة أرضًا، علي نحو من الوعي واللاواعي، غريب، عجيب، تحذف به كل الحالات التي تسئ لحركة النفس نحو النجاح.

والإنسان يشعر إلي ذلك في جو الثقة والتفاؤل، أن الوسط الطبيعي والإجتماعي الذي يتقلب فيه، يشجعة ويمده بالعزم والنشاط.


في المشاركة القادمة منابع الطاقة الكبري ^ ــــ ^